ألـــــواح الزمرد (كتاب تـــحوت المقدس)
______________________
كتاب تحوت هو كتاب مصري مقدس قديم مليء بالتعابير الغامضة ويشمل التعويذات إعطاء القدرة للبشر ليكونوا قادرين على فهم لغة الحيوانات
هناك أسطورة تنص على أن أي شخص يقرأ محتويات الكتاب سيكون قادرًا على فك كل الأسرار وأن يصبح سيدًا للأجسام الأرضية والبحرية والجوية والأجرام السماوية
يقال إن كتاب تحوت هو واحد من أكثر الكتب غموضاً التي تم الحديث عنها في تاريخ البشرية كله!، وتبين السجلات التاريخية أن كتاب تحوت هو مجموعة من النصوص المصرية التي كتبها الإله المصري للحكمة "تحوت" كما يتضمن الكتاب نصوصا للمؤلفين القدماء، وقد وصف الكتاب بأنه كتاب سحري من أعمال الرواية المصرية
تحوت أو توت... إله الحكمة عند المصريين القدماء، ويعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة
يُصور برأس أبو منجل، ونظيره الأنثوي الإلهة ماعت، وكان ضريحه الأساسي في أشمون حيث كان المعبود الأساسي له هناك
يحتل تحوت مركزا هاما في الديانة المصرية القديمة، فيربط بين آلهة الخير والشر
تقص أسطورته بأنه عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر
في المعركة الاولى كان الصراع بين الإله رع و أبيب، الثانية بين حيرو-بيخوتت وست، والصراع الثالث بين حورس ابن أوزوريس وست
في كل من تلك الصراعات كان الإله الأول يمثل "النظام" في الكون والمصارع الثاني يمثل قوى العشوائية وضياع النظام، وكان عندما يصاب أحد المتصارعين بإصابة خطيرة، عندئذ يقوم تحوت بمعالجته ليستطيع العودة إلى المعركة
دور تحوت في أسطورة إيزيس وأوزوريس (بعد أن قامت إيزيس بجمع أشلاء أوزوريس من انحاء مصر، أسر تحوت لها بكلمات لتستطيع بعثه من جديد وأن تنجب منه (بعد مماته) إبنهما حورس)
ارتبطت معرفة المصريين للتقويم وأيام السنة والشهور بالإله تحوت، حتى أن البعض يطلق على التقويم المصري اسم التقويم التوتي، وأول شهور السنة المصرية هو شهر "توت"
جحوتي، تحوت، توت، هي أسماء لرب الحكمة والحسابات والفلك عند قدماء المصريين
في وقت لاحق أعاد اليونانيون تسميته بـ هرمس، ورآه اليونانيون كمبعوث الآلهة كـ هرمز، كما أن العرب أعادوا تسميته بـ (أشمونين) ولقب بإسم المعظم ثلاث مرات، وله أضرحة في عدة أماكن أخرى منها أبيدوس
اهتم العالم كله بهذه النصوص، حيث اهتم بها الخيميائيون فى أوروبا فى القرنين 12-13، هناك العديد من أشهر علماء العالم حاولوا ترجمتها
يطلق عليها ألواح الزمرد “لوح الزمرد” لأن حجر الزمرد عند الحضارات القديمة كان يعتبر أعلى الأحجار قيمة وأغلى من الذهب
ألواح الزمرد (التحوتية/الهرمسية) هى عبارة عن نصوص خاصة بعلم الخيمياء والحكمة الصوفية، كانت تشكل أهمية كبيرة جدا عند الخيميائيين فى أوروبا فى القرن ال 13، اهتم بها جابر ابن حيان اهتماما خاصا وقام بعمل ترجمة لها كما ترجمها اسحق نيوتن أيضا
هى عبارة عن 13 جملة قصيرة جدا مكتوبة بلغة الرمز وعند قراءة الترجمة الحرفية لها تبدو غامضة وغير مفهومة بالمرة!
تعتبر ألواح الزمرد (التحوتية) من أكثر النصوص التى حيرت العلماء فى فهمها لغرابتها و قصرها!
فهى نصوص لا تخاطب العقل والمنطق ولا يستطيع الانسان أن يستوعبها عن طريق الفص الأيسر للمخ الذى يستوعب الماديات!، بل هى نصوص تخاطب اللاوعى فى الانسان، وهى عبارة عن مفاتيح تتحدث الينا من مستوى الروح وليس من مستوى العقل
ألواح الزمرد هى نصوص بدأ ظهورها بشكل مكتوب فى أوروبا فى القرن ال 12، النص المكتوب هو اعادة تسجيل لنص أصلى مفقود يقال انه يرجع الى 36 ألف سنة مضت، حيث من المعتقد أن هذه النصوص كتبها تحوت (هرمس) بنفسه وتعود الى فترة انتقاله من أتلانتيس الى مصر
البعض يفهم وجود أتلانتيس على أنه وجود مادى لجزيرة فى المحيط الأطلنطى، والبعض يفهم أتلانتيس على أنها رمز لمخ الانسان فى الحضارات القديمة وأن غرق اتلانتيس ما هو الا رمز لفقدان الانسان الجزء الأعظم من قدراته الروحانية الكامنة فى الحمض النووى ووصوله الى هذا المستوى من الوجود المسجون داخل الوعى المادى
كان من يعتقد أن هذه النصوص هى الأساس للحصول على حجر الفلاسفة الذى يحول التراب الى ذهب، وهذا المصطلح فى الصوفية المصرية ما هو الا رمز لتحويل وعى الانسان من الوعى المادى والشخصانية (ego) الى الوعى الكونى (الوحدة مع الاله والكون)
للانسان 4 مستويات للوجود يتخاطب بها مع الكون..
- المستوى المادى (يخاطب الغريزة)- المستوى العقلى
- (يستوعب الأفكار ويخاطب العقل والمنطق)
- المستوى العاطفى (يستوعب المشاعر ويخاطب القلب)
- المستوى الروحى (يستوعب الأبعاد الأخرى للكون وعالم ما وراء الطبيعة ويخاطب كل الموجودات)
على من يتصدى لمحاولة دراسة هذه النصوص أن يعى أولا أنها تخاطب مستوى الروح فى الانسان وأنها مفاتيح تفتح أبواب للوعى الكونى عند الانسان فتجعله يستخرج العلم من باطنه، لهذا يختلف فهم هذه النصوص من شخص الى آخر حسب درجة نضجه الروحى وأحيانا يختلف فهمها عند نفس الشخص من مرحلة الى أخرى فى حياته على حسب درجة نضجه وتطوره الروحى فى الفترة التى يقرأ فيها هذه النصوص
كتب تحوت/هرمس فى ألواحه يقول:
1)ها هى الحقيقة التى لا يعتريها لبس…. ها هو اليقين الذى لا يرقى اليه شك
2) العالم الظاهر/المادى/السفلى هو صورة مرآه معكوسة من العالم الباطن/الروحى/العلوى، والانسان هو المعجزة التى يجتمع فيها العالمين
3) نشأ الخلق من الواحد الأحد ومن العقل الكونى الواحد جاء كل شئ. فكل الموجودات هى انعكاس لتأملات وفكر الجوهر الواحد
4) طاقة الشمس هى طاقة العقل (الأب/تفعيل الارادة/الظاهر) وطاقة القمر هى طاقة الحدس (الأم/الالهام/الغيب)
5) تغذى الأرض تيارات الطاقة الحيوية (طاقة الحياة) كما تغذى الأم طفلها، وبعد ذلك تقوم تيارات الهواء بحملها ونقلها للكائنات الحية
6) الأصل فى كل المعجزات والكنوز الخفية فى العالم أجمع مخبأه هنا (فى مراكز الطاقة الحيوية) وتكتمل قوتها عندما يتم تحويل تلك الطاقة الى الأرض
7) انما تسمو النار (النور) فوق التراب وتسمو الروح فوق المادة ليس بالقهر والعنف، انما بالحكمة والبصيرة
8) تدور الكائنات الحية فى دورات مستمرة من التجسد تنتقل فيها من السماء الى الأرض ومن الأرض الى السماء فى دورات مستمرة من اعادة التجسد
9) من تلك الدورات المتكررة من التجسد واعادته تكتسب المخلوقات قوة وحكمة وعلم من التجارب العديدة التى تمر بها فى العالمين
10) تلك التجارب هى طريقك للوصول الى “النور/الجوهر/العلم/الخلود/اليقين” والتخلص من “الظلام/الزيف/الجهل/الفناء/الشك”
هذا هو النضج والقوة الحقيقيين، لأنك فى تلك الحالة يمكنك التواجد فى كل العوالم والأبعاد وتتحول الى كائن متنقل فى أبعاد الكون
11) و لذلك خلق العالم، ولتلك الغاية العظيمة كان وجودك أيها الانسان هنا على الأرض
12) لذلك يطلق على اسم “هرمس مثلث العظمة”، لأنى أنا من وضع المكونات ال 3 لفلسفة الكون
13) هذا هو كل ما أردت أن أنقله اليكم عن علم الخيمياء. العلم الذى يحول الانسان الى شمس، الى كائن نورانى هو جزء من الشمس الكبرى لا ينفصل عنها لأن فى عالم الجوهر الكل واحد
تحوت هو أحد النترو (القوى الكونية -الكائنات الالهية) فى مصر القديمة
يظهر فى الفن المصرى على شكل طائر ايبيس أو رجل يحمل رأس طائر الأيبيس وأحيانا على شكل قرد البابون
كان تحوت هو المعلم (الرسول) الذى ينقل العلم من عالم الروح الى العالم المادى. كان الانتقال بين العوالم من صفات تحوت، لذلك اختار قدماء المصريين طائر الأيبيس ليكون رمزا له
(المصرى القديم تأمل طائر الأيبيس فرأى أن هذا الطائر دائما ما يقف على الحد الفاصل بين الماء و اليابسة، وكأنه يقف بين عالمين)
(أما قرد البابون، فكان صديق الكهنة حيث كان هذا النوع من القردة يعرف بأنه يحدث أصوات وضوضاء يوقظ بها الكهنة قبل شروق الشمس ليؤدوا طقوس التأمل عند شروق الشمس، وكان وقت الشروق أيضا رمزا للمنطقة الفاصلة بين عالمين الظلام والنور)
كان تحوت (تحوتى) هو الكائن الالهى الذى علم الانسان الكتابه واالطب , والهندسه و الفلك , و علم الخيمياء (الصوفية المصرية) , كما يعتقد أنه هو الذى علم الانسانية الموسيقى التى كان الأصل فيها موسيقى الأفلاك
أكثر العلوم التى ارتبطت بتحوت بشكل خاص فهو علم الأسترولوجى (Astrology) والذى يطلق عليه أحيانا علم “كما فوق- كما تحت” أى علم تأثير حركة الأفلاك على التطور الروحى للانسان، هو العلم الذى يدرس الدورات الكونية الكبرى
يقول الكاتب البريطانى Thomas H. Burgoyne فى كتابه (Ancient Egypt , the Light of the World):
إن علم الأسترولوجى هو أبو كل العلوم، فهو الأصل الذى خرجت منه كل العلوم الانسانية وأيضا الأديان، وهو العلم المقدس الذى أهداه تحوت للانسانية عن طريق قدماء المصريين. كان تحوت هو معلم الكتابة، وهو أيضا رمز الكلمة المكتوبة
تحوت كان الكاتب الذى يدون وقائع المحاكمة التى يقف فيها الانسان فى قاعة الماعت (العدل والنظام الكونى) يوم الحساب لتوزن أعماله وتعرض على قضاة العدل ال 42 ليحكموا عليه ان كان يستحق الحياه الأبدية أم لا
ارتبط تحوت بالاتزان والميزان، فكان من ألقابه (رب االتوازن) (سيد الميزان)
كان تحوت وزوجته سشات هما أمناء مكتبة الكون وحفظة العلوم الكونية. فكانت سشات أمينة مكتبة الكون، وكان تحوت هو كاتب النترو (الكائنات الالهية)
يعتقد أن تحوت هو من أوحى للانسان بكتاب الخروج الى النهار (كتاب الموتى) و(كتاب التنفس) وهما من الكتب السماوية المصرية
كان من ألقابه أنه (مؤلف كل كتاب فى كل فرع من فروع المعرفة الدنيوية والروحية)
من هذا اللقب نكتشف أن تحوت كان هو رمز الوحى عند قدماء المصريين
تحكى أحد الأساطير المصرية القديمة عن كتاب تحوت المفقود الذى يعتقد أنه كان يحوى كل أسرار الكون، ويعتقد أن ألواح الزمرد التحوتيه هى ما تبقى من ذلك الكتاب المقدس المفقود
------------------------------------------------------
من كتاب "هرم الأسرار" (Pyramid of Secrets) يقول الكاتب البريطاني (Alan F. Alford):
كانت فكرة اختفاء الكتاب المقدس (أو أحد فصوله) ثم اعادة اكتشافه مرة أخرى هى أحد الموضوعات المفضلة فى الأدب المصرى القديم. عادة ما يكون العثور على الكتاب المقدس هو من نصيب الملك أو أحد أحد أبنائه أو أتباعه، ويكون هذا الكشف عادة بمساعدة الكائنات الالهية (النترو)
فى بعض الأحيان يتم العثور على النسخة الأصلية التى خطها تحوت بيده وأحيانا أخرى تكن نسخة منقولة من النص الأصلى
أحد الأمثلة على ذلكن مجموعة القصص التى تحكى عن "خا – ام – واس"، هو أحد أحفاد الملك رمسيس الثانى. كان "خا – ام – واس" أميرا وكاهنا وساحرا وقد حظى
باحترام وتبجيل فى مصر القديمة لما تمتع به من علم وحكمة
جاء فى احدى تلك القصص..
أن كاهنا طاعنا فى السن أخبر "خا – ام – واس" أين يختبئ الكتاب المقدس الذى خطه تحوت بيده، و من يعثر على هذا الكتاب سيجد به نصوصا مقدسه ستمنحه قوة خارقة عند تلاوتها. أحد تلك النصوص يجعل من يقرؤه يفهم لغة كل المخلوقات التى تدب على الأرض والتى تطير فى السماء. كما يحتوى الكتاب المقدس أيضا على نص يجعل من يقرؤه يتمكن من رؤية الصورة الحقيقية/الباطنة ل "رع"
أخفى تحوت كتابه المقدس داخل مجموعة من الصناديق (أحدها داخل الآخر) ووضعهم جميعا دخل خزانة وخبأها تحت قاع نهر
فى الماضى البعيد استطاع أحد الأبطال "نفر – كا – بتاح" العثور على كتاب تحوت وأخذه معه ودفنه فى مقبرته
تحكى القصة كيف أجتهد الأمير "خا – ام – واس" فى البحث عن مقبرة "نفر – كا – بتاح" الى أن عثر عليها أخيرا ونزل الى المقبرة ووجد كتاب تحوت بالفعل تحت الأرض يضئ ظلمة المقبرة بنور الهى
تروى حكايات أخرى فى الأدب المصرى قصة العثور على الكتاب المقدس ( نسخ منقولة منه) ربما تستند بعض هذه القصص الى أحداث تاريخية حقيقية
جاء فى متون التوابيت أن "كتاب الطريقين" هو أحد الفصول الرئيسية التى تتكون منها متون التوابيت كان مخبأ منذ الزمن الأول ثم عثر عليه تحت جناحى تحوت
جاء فى "كتاب الخروج الى النهار" أن الفصل رقم 30 من هذا الكتاب قد عثر عليه مخبأ تحت تمثال تحوت بمدينة هرموبوليس. كان الكتاب منقوشا على لوحة من المعدن ومدفونا تحت تمثال تحوت
الفصل الثلاثين من كتاب "الخروج الى النهار" هو الفصل الذى يصف قيام تحوت بوزن قلب المتوفى فى قاعة الماعت يوم الحساب
جاء فى كتاب الخروج الى النهار أيضا أن الفصل رقم 64 من هذا الكتاب قد عثر عليه مدفونا تحت معبد سوكر، هذ الفصل يلخص محتوى كتاب الخروج الى النهار فى نص واحد
كما اعتقد قدماء المصريين أن الفصل رقم 137 من كتاب الخروج الى النهار كان مخبأ فى صندوق مدفون تحت معبد ونوت بمدينة هرموبوليس، وكان هذا الكتاب مكتوبا بخط تحوت
هناك العديد من الأمثلة فى الحضارة المصرية على فكرة الكتاب المقدس الذى كان مختفيا ثم عثر عليه الأجداد، وتحكى احدى الأساطير المتعلقة بالكتاب المقدس أن بردية ايبرس
(أحد أشهر البرديات ومعروضة حاليا ببرلين) قد عثر عليها أحد ملوك الأسرة الأولى تحت تمثال أنوبيس بمدينة ليتوبوليس
كل هذه القصص تدور حول فكرة رئيسية هى العثور على الكتب المقدسة التى كتبها تحوت فى الزمن الأول وهو الزمن الذى وقعت فيه أحداث النشأة الأولى، تلك الكتب التى خطها تحوت بيده لم يتركها متاحة للعامة وانما خبأها، وعادة ما تكون مخابئ الكتب المقدسة هى صناديق محكمة داخل غرف سرية أسفل معابد أو تماثيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق